إيران تحوم حول المغرب.. وزير خارجيتها يتوجه إلى موريتانيا للقاء رئيسها بعد أسابيع من محادثته مع نظيره الجزائري
تستمر طهران في السعي وراء بسط نفوذها على منطقة شمال وغرب إفريقيا وتحديدا الجوار المباشر للمغرب، حيث يحل اليوم الثلاثاء بموريتانيا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارة هي الأولى له إلى هذا البلد المغاربي، وخلالها يُنتظر أن يلتقي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك بعد أسابيع من مكالمة هاتفية مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إت عبد اللهيان غادر طهران قبل ظهر اليوم الثلاثاء متوجها إلى نواكشوط على رأس وفد سياسي لاجراء مباحثات مع المسؤولين الموريتانيين، وأبرزت أنه سيلتقي وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، ثم رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد غزواني، دون الكشف عن برنامج عمل هذه الزيارة.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يشتد فيه الصراع بين المغرب وإيران في منطقة شمال وغرب إفريقيا، حيث تدعم طهران جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وترى الرباط أنها متورطة في تدريب ميليشياتها وتسليحها أيضا، في حين يرى الإيرانيون التحالف القائمة بين المغرب وإسرائيل وقبله مع الولايات المتحدة الأمريكية، خطرا على مصالحهم في المنطقة.
وقبل زيارته إلى نواكشوف، وتحديدا في 8 يناير الجاري، أجرى وزير الخارجية الإيراني اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري رمطان العمامرة، وخلاله وجه دعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة طهران، دون تحديد موعد رسمي لهذه الزيارة، علما أن الاثنين التقيا قبل أقل من سنة في العاصمة القطرية الدوحة على هامش القمة السادسة للدول المصدرة للغاز.
والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران مقطوعة منذ ماي من سنة 2018، حين قررت الرباط قطعها بسبب توصلها إلى "حجج دامغة تثبت تورط إيران عن طريق حزب الله وبتحالف مع البوليساريو، في استهداف أمن المغرب ومصالحه العليا منذ سنة 2016"، حسب ما صرح به حينها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وكان بوريطة قد أكد وجود أدلة ومعطيات وتواريخ تثبت تورط عنصر واحد على الأقل بالسفارة الإيرانية في الجزائر في تنظيم هذه عمليات تسليح وتدريب ميليشيات جبهة البوليساريو، وفي 2021 وخلال استضافته من طرف لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بـ"آيباك"، تحدث بوريطة أيضا تحالف بين إيران وحزب الله والجبهة الانفصالية لزعزعة استقرار المملكة.
وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، كشف السفير الممثل الدائم للمملكة، عمر هلال، في أكتوبر الماضي، أن إيران باعت طائرات مسيرة لجبهة "البوليساريو"، وقال حينها "على العالم أن يعلم أنه بعد أن قامت إيران بإحداث الفوضى في اليمن وسوريا والعراق، ها هي الآن تعمل على ضرب الاستقرار بمنطقتنا، وهذا لن يكون سيئا للمغرب فقط بل لكل دول المنطقة".